إن نعم الله علينا لا تُعَدُّ ولا تًحصى وواجبٌ علي كل مسلم أن يشكر الخالق عز وجل علي هذه النعم والآلاء. كما ان هناك زينتين للحياة الدنيا هما المال والبنون يفوز من يُحسن التصرف فيهما. أما البنون فتكون بالتربية السليمه والإنشاء القويم، وأما المال فيكون بالإنفاق فيما ينفع النفس والغير في الحياة الدنيا والآخرة. وما هو أعظم فضلاً من فضل الإنفاق على تعليم القرآن والذي يُعَدُّ وجهةً عظيمة للإنفاق تجمع ما بين الصدقة وحُسن التصرف في نعمة المال.
وفي الحديث الشريف الذي أخرجه البخاري ومسلم عن سهل بن سعد الساعدي قال: " جاءَتِ امْرَأَةٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَتْ: جِئْتُ أهَبُ نَفْسِي، فَقامَتْ طَوِيلًا، فَنَظَرَ وصَوَّبَ، فَلَمَّا طالَ مُقامُها، فقالَ رَجُلٌ: زَوِّجْنِيها إنْ لَمْ يَكُنْ لكَ بها حاجَةٌ، قالَ: عِنْدَكَ شيءٌ تُصْدِقُها؟ قالَ: لا، قالَ: انْظُرْ فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فقالَ: واللَّهِ إنْ وجَدْتُ شيئًا، قالَ: اذْهَبْ فالْتَمِسْ ولو خاتَمًا مِن حَدِيدٍ فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ قالَ: لا واللَّهِ ولا خاتَمًا مِن حَدِيدٍ، وعليه إزارٌ ما عليه رِداءٌ، فقالَ: أُصْدِقُها إزارِي، فقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إزارُكَ إنْ لَبِسَتْهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ منه شيءٌ، وإنْ لَبِسْتَهُ لَمْ يَكُنْ عليها منه شيءٌ فَتَنَحَّى الرَّجُلُ فَجَلَسَ، فَرَآهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُوَلِّيًا، فأمَرَ به فَدُعِيَ، فقالَ: ما معكَ مِنَ القُرْآنِ قالَ: سُورَةُ كَذا وكَذا، لِسُوَرٍ عَدَّدَها، قالَ: قدْ مَلَّكْتُكَها بما معكَ مِنَ القُرْآنِ." (البخاري (5871)، ومسلم (1425)).
لقد زوّج الرسول رجلا بما حفظ من كتاب الله، وجعل القرآن الكريم هو مهر هذه الزيجة، فهنا يعلمنا رسول الله صلي الله علية وسلم أن قيمة ما تحفظ من القرآن لا تقارن بالمال، وأن الفقير حقاً هو من لا يمتلك الثروه الأعظم والأكثر قيمة وهي آيات الذكر الحكيم.
لقد أوصّانا رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه بالتصدق على النفس ثم الأقربين ففي الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " أمرَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ بالصَّدقةِ، فقالَ رجلٌ : يا رسولَ اللَّهِ ، عِندي دينارٌ ، فقالَ: تصدَّق بِهِ على نفسِكَ، قالَ: عِندي آخرُ، قالَ: تصدَّق بِهِ على ولدِكَ، قالَ: عندي آخرُ، قالَ: تصدَّق بِهِ على زوجتِكَ أو قالَ: زوجِكَ، قالَ: عندي آخرُ، قالَ: تصدَّق بِهِ على خادمِكَ، قالَ: عندي آخرُ، قالَ: أنتَ أبصَرُ". (أخرجه أبو داود (1691)، والنسائي (2535)، وأحمد (7413))، لذلك فإن الإنفاق الأولى يكون على النفس ثم يأتي الأبناء والعائله في المرتبه الثانية، وذلك يصيب به المسلم زينتي الحياة الدنيا بالمنفعة والتصرف السليم. حيث ينفق المال في الوجه الصحيح فيصيب فضل الإنفاق على تعليم القرآن، كما أن من أنفق على تعليم أبنائه فقد حقق هدف التربية والتنشئة القويمة.
وإذ ننصح أنفسنا وإياكم أحباؤنا بتحرّي ثواب الدنيا والآخرة في أموالنا وأولادنا ونذكركم ونذكر أنفسنا بأن باقيات الأعمال وصالحاتها هي خيرٌ عند الله ثواباً، وندعوا الله أن يوفقنا وإياكم لخير الدنيا والآخرة.
نتشرف بمتابعتكم من خلال الوسائل التالية:
صفحة الفيسبوك:
حساب الانستجرام:
حساب تويتر:
قناة اليوتيوب:
الموقع الإلكتروني:
الأيميل:
رقم الواتساب: 0096871590074
شكرا لك .. الى اللقاء
ليست هناك تعليقات: